يتميز خبراؤنا اللغويون بأنهم ليسوا مجرد ثنائيي اللغة بل إنهم ثنائيو الثقافة أيضًا، فهم خبراء في تعريب الترجمات لمجتمعات محلية محددة ضمن إطار زمني ضيق. وهذه الموهبة ذات أهمية خاصة في بلد مجزأ جغرافيًا مثل إندونيسيا: أرخبيل يضم أكثر من 300 مجموعة عرقية، العديد منها بلغاتهم الخاصة.

نبذة عن لغة البهاسا الإندونيسية

اللغة الرسمية لإندونيسيا هي لغة البهاسا الإندونيسية، وتُستخدم على مستوى الدولة كلغة تواصل مشترك. ويتحدث بها أكثر من 230 مليون شخص، وهي لغة مشتقة من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك السنسكريتية، والماليزية، والعربية، والهولندية. على الرغم من كتابتها بالأبجدية اللاتينية، فإنها تحتوي على ثمانية عشر حرفًا ساكنًا وخمسة حروف متحركة، مع بعض التعديلات التي تمثل أصواتًا غير موجودة في اللغة الإنجليزية.

الاختلافات الإندونيسية، واللهجات، واللغات الأخرى

السكان الإندونيسيون غير متجانسين تمامًا ولا يمكن تصنيفهم كسوق كاملة، حيث يبلغ عدد السكان تقريبًا 40.2% من الجاوية، و15.5% من السوندانية، و3.58% من الباتاك، و3.22% من مجموعات سولاويزي العرقية، و3.03% من المادوريسي، و2.88% من البيتاوي. وتتكون نسبة 31.59% المتبقية من مجموعات عرقية متعددة أصغر.

ونظرًا لتضاريسها المتناثرة (خمس جزر رئيسية وحوالي ثلاثين أرخبيلًا صغيرًا)، فليس من المستغرب أن يطور الإندونيسيون مجموعة من اللهجات على مر القرون. على سبيل المثال، يتم التحدث بنحو 114 لغة من لغات السكان الأصليين في جزيرة سولاويزي وحدها (وهي أصغر قليلًا من بريطانيا العظمى).

• الجاوية يتحدثها حوالي 85 مليون شخص – الجاويون – وهم يعيشون بشكل رئيسي في جزيرة جاوة ويشكلون أكبر مجموعة عرقية في إندونيسيا. وباعتبارها أحد أعضاء عائلة اللغة الأسترونيزية (الملايو بولينيزية)، التي يصل عدد حروف الأصوات الناتجة عن حروف العلة إلى 20 صوت و31 من الحروف الساكنة، فإنها يمكن أن تكون لغة صعبة للغاية على آذان الغربيين.
• السوندانية توجد بشكل أساسي في مرتفعات جاوة الغربية، ويتحدث بها حوالي 32 مليون شخص. وعلى الرغم من أن السونديون مسلمون متدينون، فلا تزال بعض الأفكار الجاهلية تتخلل طقوسهم.
• الباتاكية يتحدثها حوالي ستة ملايين من أحفاد شعب بروتو مالايو القوي الذين يعيشون في عزلة نسبية في المرتفعات المحيطة ببحيرة توبا في شمال سومطرة.